سؤال يتردد دائماً على ذهنى .. من أكـــــــــــون ؟
من أكون فى هذا العالم المليئ بالاضطرابات و التناقضات .. فمن كان الأمس ليس من يكون اليوم ليس بالذى سيكون غداً .. فلقد ضاعت مآخذنا .. ضاعت مبادئنا .. ضاعت شرقيتنا .. ضاع تراثنا .. ضاع هدفنا .. ضاعت قدوتنا ..
فإلى أى فريق أنتمى ..
إلى الذين رفعوا راية الإسلام و أهملوا أغلى نفائسه ..
أم إلى الذين نافقوا و مدوا راية السلام مع الذى يطمر معالمه ..
أم إلى الذي اعتقد فى نفسه و أظهر ما يدل على ردائه معادنه
أم إلى الذي ضاد ملته و أرسى خثة مبادئه ..
أم إلى الذي اعتمد على ركائز هشة ليصل إلى أعلى مناصبه ..
أم إلى الذي استتر فى جنح الظلام ليريح قلبه الولهان و للأسف صار قائد عشيرته ..
أم إلى الذي استهزئ بغيره فصار لسخريته كارهه ..
أم إلى الذي ألغى عقله وللأسف صار فى ركب الجمع أوله ..
أم إلى الذي دعا إلى قتل وتشريد و نسى أن للجهاد ضوابطه ..
أم إلى الذي رضخ للذل و الهوان ولم يذلل صعوبة من عراقله ..
أم إلى الذي نهل من العلم القليل و أخذ ما لم يستحقه ..
أم إلى الذينقل و اقتبس من هذا و ذاك و اعتقد أنه فى العلم ناطحه ..
أم إلى الذي ارتحل بعيداً عن داره و تألم من مرارة غربته ..
أم إلى الذي أغلق عليه بابه يحصى الليالى منتظراً موافاة منيته ..
أم إلى الذي أخفى عجزه و ضعفه و قيمته فى حسن مظهره ..
أم إلى الذي أستغل محتاجاً و ما زاده إلا هماً فى أزمته ..
أم إلى الذي ارتمى فى أحضان كلمة قالها ولم ينفذ منها أىحرف ..
أم إلى الذي سار فى دروب الحياة تائهاً و صار ضمن قطيع البقر ..
أم إلى الذي أخذ الكذب والاحتيال والخداع حقاً مشروعاً ليكتسب ..
فلماذا ؟؟؟؟؟
أحزن عندما أكون وحيداً فى هذه الدنيا .. أتخبط بين جنباتها .. فلم أخلق لأكون منافقاً أو عيالاً أو أصولياً أو عدواً أو خائناً أو أمد يدى مع الذين يدمرون و يخربون ملتى و عقيدتى .. لأرفع بها هامة عزتى .. و إنما خلقت لأبنى و أعمر العالم بأجمعه بجهدى و عملى و عرقى و صدق مبادئى .. فى عكس تيار بحر الظلمات .. يهيج بالأمواج و الأعاصير .. تدفعنى فى اتجاه أبلغ فيه أوج مجدى ووفرة حمولتى فى مقابل أن أفقد قيمتى و أنسانيتى و مبادئى ..
و لكنهم
أغلى ما أملك فى دنيتى ..
فمتى ينقشع الظلام .. ويبزغ الصباح بعد ليل طويل .. حوى بين جنباته عبد مسلم ناقم على بلده .. وعبد ملحد ناهب فى ثروات بلده .. بين عبد توهم سلوة لو يلمح النور .. و عبد أخر يتمنى لو أن الليل يطول ..
و إن غداً لناظره قريب ......