الخوف....
شعور الحيرة والتردد
شعور يملؤنا بالأفكار
شعور يجبرنا على حساب خطواتنا
شعور مرتبط بكثير من المشاعر التي نشعر بها
فإذا
شعرنا بالحب، شعرنا بالخوف على من نحب، وإذا أحسسنا بالخطر، أجبرنا الخطر
على الشعور بالخوف، وعندما نتردد ونحتار في اختياراتنا،
نخاف منها، ولكن ليس كل خوف كالآخر، هناك خوف نحبه، لأنه على من نحب، وهو دليل على حبنا له، وخوفنا من المستقبل جميل عندما يدفعنا
لصناعة
النجاح، وهناك خوف التردد، ذلك الخوف الذي يسرق منا كل أنواع الراحة ، حتى
النوم، فلكل خوف طعم نتذوقه في مرحلة ما من مراحل حياتنا
.
وهل عيب أن نخاف؟؟؟؟؟؟؟؟
الخوف
حق لا يمكن التنازل عنه، كباراً كنا أم صغار، رجالاً كنا أو نساء، كلنا من
حقنا أن نخاف، كحقنا في الاختيار والخطأ، في الطعام الشراب
،
في الحب والكره، في الحزن والفرح، في الضحك والحزن والغضب.
لكن كارثة الإنسان ليست في خوفه، وإنما في حجم ذلك الخوف ، فالخوف – كما قلت- حق من حقوقنا، لكنه ليس من الحقوق المباحة بلا حدود،
فكثرة الخوف تفقدنا الثقة في أنفسنا والآخرين، ويجعل بيننا وبينهم حاجزاً، ويكبر هذا الأخير فصبح جداراً نخفي وراءه حقيقة أنفسنا،
حتى نتجنب مواجهتهم، أو حتى مواجهة أنفسنا بحقائقها، فتصير ضمائرنا بعد أن كانت مرايانا التي تواجهنا بكل حقيقة فينا،
صورة نرسمها لأنفسنا، نصنع فيها أجمل من نتمناه في أنفسنا، ونخفي كل ما لا نحبه فينا عنها، كي نضعها أمام كل الناس،
صانعين أمامهم صورة مثالية، ليست إلا تزييفاً لحقائقنا الداخلية، التي يتفاجأ بها كل من ينزع تلك الصورة، والطريف في الأمر،
أننا
يمكن أن نكون أحد هؤلاء المتفاجئين، لأننا و صلنا إلى قمة التصديق للحقيقة
الزائفة التي وضعناها لأنفسنا بأيدينا، وعندما نحاول جمع قطع الأحجية،
أحجية حياتنا، نصاب بالدهشة والذهول لكل ما صدقناه، وما استطعنا أن نرسمه ونكذب به حتى على أنفسنا
.
وفي النهاية، سواء كشفت حقيقتنا ، أم بقيت وراء ستارها، فنحن دائماً عالقين في دوامة تسمى الخوف، فلا نستطيع مقاومتها،
ويبقى أشجعنا جباناً، لا يستطيع حتى مواجهة نفسه.